صرخة لا يسمعها أحد.. نساء غزة يعِشن ظروفاً مأساوية

صرخة لا يسمعها أحد.. نساء غزة يعِشن ظروفاً مأساوية
معاناة نساء غزة من النزوح والحرب - أرشيف

دخلت حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة عامها الثاني، لتترك وراءها آلاف الضحايا وملايين النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية داخل خيام مهترئة. 

وجاء يوم الاثنين، ليكشف مرة أخرى عن حجم الإهمال الدولي، حيث اكتفت المؤسسات الأممية والحقوقية بإرسال بعض المساعدات العينية وإصدار بيانات الشجب والاستنكار، في حين لم يقم أي وفد منها بزيارة المخيمات أو تفقد أوضاع النساء والأطفال عن قرب، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA".

وأكدت الناجية الفلسطينية عايدة معروف أن الحرب المستمرة منذ عامين كشفت ضعف المواقف الأممية، لا سيما بعدما تُرك الأطفال والنساء في شمال القطاع لأكثر من عام يواجهون الموت جوعاً وعطشاً وقصفاً، عقب رفضهم التهجير القسري. 

وأوضحت أن تلك المؤسسات التي تدّعي الدفاع عن الإنسانية لم تُرسل وفداً واحداً لرؤية أوضاع النازحين، بل اكتفت بمساعدات تُسرق ولا تصل إلى المحتاجين. 

وأضافت: "الأطفال يقتلون أمام الشاشات، ومن ينجُ منهم يعيش بلا طعام أو شراب أو تعليم، أما النساء فلا يجدن أدنى مقومات الحياة الكريمة".

خيام مهترئة وواقع بائس

وصفت معروف الظروف التي تعيشها النساء، قائلة إن الخيام لم تعد صالحة للسكن بعد تعرضها لأشعة الشمس والأمطار، بينما تمنع السلطات الإسرائيلية إدخال المساعدات المكدسة على المعابر. 

وتساءلت بحرقة: "هل تقبل الدول المانحة أن ينام أطفالها على فراش مهترئ أو يستخدموا أغطية رقيقة لا تقيهم برد الشتاء؟ أين مستلزمات النظافة الأساسية للنساء والفتيات؟". 

ورأت أن المؤسسات الدولية اكتفت بقرارات مؤتمراتها الفاخرة، بينما تُترك النساء والأطفال لمواجهة الجوع والتشرد والموت.

فشل المجتمع الدولي

أعربت معروف عن خيبة أملها من الدول العربية والأجنبية على حد سواء، معتبرة أن الجميع تخلّى عن الشعب الفلسطيني رغم شعارات "الأمة الواحدة". 

وتساءلت: "أين القوانين التي وضعتها منظمات العالم؟ ما قيمتها إذا لم توقف جنون الحرب وارتفاع أعداد الأطفال الموتى بسبب سوء التغذية؟". 

ورأت أن استمرار الحرب على غزة يضع الإنسانية كلها أمام اختبار قاسٍ، بينما يكتفي العالم بالمشاهدة وكأن الفلسطينيين أقل قيمة من باقي البشر.

مطالبة بالنزول إلى الميدان

طالبت معروف المؤسسات الأممية والحقوقية بـ"النزول من برجها العاجي" لرؤية ما يحدث في غزة على أرض الواقع، معتبرة أن صمتها المستمر أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة الانتهاكات وخرق الاتفاقات الدولية دون محاسبة. 

وأكدت أن النساء في غزة يشعرن بمرارة الخيبة، إذ لم يعد يثقن بوعود المجتمع الدولي، خصوصاً مع تزايد القصف والتهديدات باجتياح مدينة غزة، ما يجعل الأوضاع الإنسانية أكثر سوءاً.

وحذرت معروف من أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً عسكرياً جديداً يضاعف معاناة المدنيين، ما لم يتحرك العالم بشكل عاجل لتأمين المساعدات الإنسانية وفرض حماية للنساء والأطفال. 

وختمت بتوجيه نداء إنساني: "انظروا إلى غزة بعيون البشر، لا تمارسوا هواية اللامبالاة، فكل يوم يُدفن عشرات القتلى دون أن يصلهم شيء من المساعدات المزعومة، فيما تستمر النساء في مواجهة الجوع والخوف وحدهن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية